للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا التغيير مُناط بالله سبحانه، لا بقوتنا، ولا ببأسنا، ولا بتخطيطنا، وأنه هو المغير سبحانه، لا أحد سواه.

واشترط الله لهذا التغيير شرطًا واحدًا .. أن نُغَيِّرَ ما بأنفسنا حتى يُغَيِّرَ الله لنا واقعنا.

وبناءً على هذا الشرط الرباني، فَإِنَّا لن نقدر على تغيير الواقع إلا بعد تغيير ما بأنفسنا .. وتغيير ما بأنفسنا هو التكليف الذي أُنيط بنا، وهو الذي نتحمل مسئولية السؤال عنه في الدنيا والآخرة.

فكيف غَفَلَ إخواننا عن هذا، فراحوا يَسْعَوْنَ لتغيير واقعهم قبل تغيير ما بأنفسهم؟ !

[ما هو التغيير؟]

إن للتغيير معنى أشمل مما نفهم لِأَوَّلِ وَهْلَةٍ:

إنه يعني مراجعةً شاملةً لِمَا نحن عليه .. عقيدةً ومنهاجًا، شريعةً وأخلاقًا، سلوكًا فرديًّا وجماعيًّا.

إنه يعني مراجعة شاملة لمساجدنا، وَكُتُبِنَا، ومجلاتنا -أعني الإسلامية- ولبيوتنا، ولباسنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، وجلساتنا، وخطبنا، ودروسنا، ومواعظنا، ولقاءاتنا، ومواقفنا، وطرق تفاهمنا، ولأساليب نُصْحِنَا.

إنه يشمل كل شيء .. إنه يبدأ من التغيير في العقيدة، إلى إماطة الأذى عن الطريق، مرورًا بإصلاح القلوب التي صدأت، والعبادات التي انحرفت، والأخلاق التي ساءت.

<<  <   >  >>