للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الآخرون .. فقاموا يتحدثون عن قوة السَّيْلِ، وعن ارتفاع الماء ومصدره، وعن قوة تدميره، وَعَمَّا فَعَلَ بالقرية المجاورة .. وعن .. وعن .. فأشغلهم ذلك عن أهليهم، وبيوتهم.

فَأَيُّ الفريقين أَحَقُّ بالأمن إن كنتم تعقلون؟ ؟ ! !

نعم، لو كان بينهم تعاون، وترتيب، وتناصح، وتخطيط، لكان هذا هو الْمَرَامُ، وفيه الخير، وأما كل حزب بما لديهم فرحون، فهي -والله- الرزية، والْبَلِيَّةُ.

[مفاسد مخالفة هذا المفهوم]

ورغم النصوص الواضحات، والحوادث البينات، في تحميل أنفسنا ما يصيبها، فلا يزال كثير من الدعاة يلقون تبعة ما يصيب المسلمين على أعدائهم .. وفضلًا عن أن هذا مخالف للمنهج الرباني، والهدي النبوي، فإن فيه مفاسدَ عظيمة، ومضارَ بالغة، منها:

أولًا: مخالفته للكتاب والسنة في تحليل الوقائع.

فالله سبحانه ألقى تبعة أُحُدٍ وَحُنَيْنٍ على المسلمين أَنْفُسِهِمْ، لا على الكفار الذين فعلوا ما فعلوا.

قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: ١٦٥].

<<  <   >  >>