للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هكذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة، وهكذا دعا ...

دعا ثلاثة عشر عامًا إلى التوحيد، والأخلاق، وشيء من العبادة، يجمع الناس على التوحيد، ويفرقهم عليه، حتى وصفته الملائكة أنه ((فرق بين الناس)) (١).

[آصرة التجمع]

قال سيد رحمه الله:

((وَمِنْ ثَمَّ لم يكن بُدٌّ أن تتمثل القاعدة النظرية للإسلام -أي: العقيدة- (٢) في تجمع عضوي حركي منذ اللحظة الأولى، تستهدف رَدَّ الناس إلى ألوهية الله وحده ... ربوبيته، وقوامته، وحاكميته، وسلطانه، وشريعته ... )).

ثم قال: ((وبعد: فإن الإسلام وهو يبني الأمة المسلمة على هذه القاعدة، وفق هذا المنهج ... يجعل آصرة التجمع هي العقيدة)).

وقال: ((لأن وجود المجتمع المسلم لا يتحقق إلا بهذا)) (٣).

[ثم ماذا؟]

ثم بعد ذلك يُجْتَمَعُ على العلم، والعمل، والعبادة، والسياسة، والجهاد، والزهد، كُلٌّ حسب ترتيبه الشرعي، وكلٌّ حسب اختصاصه.

فهي تعطي كل ذي حق حقه، وكل ذي حكم حكمه، من حيث الأهمية، والأولوية، والترتيب.


(١) أخرجه البخاري (٨/ ١٣٩ و ١٤٠)، و (فرق) بتسكين الراء، أو تشديدها مع الفتح.
(٢) هذا من كلامه رحمه الله، واعلم أن هذا مشروط بدفع الحزبية.
(٣) المعالم (ص ٥٠).

<<  <   >  >>