للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الخوارج، والمعتزلة، والقدرية.

وبهذه الصفة -صفة الاجتماع على التوحيد والمنهاج، والتفرق عليهما- يدرك العاقل:

[من هي الجماعة التي اتصفت بهذه الصفة؟]

آلتي آلت على نفسها الدعوة للتوحيد ومنهج السلف، والانتصار لهما، أم التي أُسُّهَا: جَمِّعْ جَمِّعْ .. فلا يضرُّها أن تجمع في صفوفها من يقع في شرك الألوهية، من عبادة الأولياء، والقبور، أو مداهنة الكفر والطاغوت؟ ؟ ! !

ولا تُفَرِّقُ بين مَنْ ينكر صفات الله - عز وجل -؛ كالعلو، والوجه، وغير ذلك من صفات الخالق سبحانه، وَبَيْنَ مَنْ وَجَّهَ وَجْهَهُ للذي فطر السماوات والأرض بصفاته التي أثبتها، وأسمائه التي ذكرها، كل ذلك عندهم سواء! !

وهل هي التي منهاجها منهاج أبي بكر وعمر؟ أم التي اخترعت منهاجًا من بنات أفكارها، ورسمت طريقًا من آراء قادتها؟ !

فتجد في صفوفها من يلعن أبا بكر وعمر، بل ويكفرهما .. وتجد فيها المعتزلي الذي يَرُدُّ النصوص بعقله، وفيها من ينادي بالتآخي بين الأديان السماوية، وفيهم من يشارك الطاغوت في الحكم والظلم.

كل ذلك بدعوى تجميع المسلمين، وتكثير سوادهم! ! وهذه هي الغثائية التي حَذَّرَ منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والتي كانت وراء نكبات المسلمين.

((توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: مِنْ قِلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم

<<  <   >  >>