للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهل يُصَدِّقُ هذا عاقل؟ ! ؟

الذي يدعوهم إلى مفاهيم الكتاب والسنة: عميل .. مثبط.

والذين يطلبون من أعداء الله أن يمدوهم، وَيُعَلِّقُونَ خسرانهم بقطع العدو -نَعَمِ العدو- إمداده عن المسلمين، فهؤلاء شرفاء مجاهدون! !

ولو أَنَّ إخواننا الأفغان استعظموا عدوهم، وحسبوا حساب قوتهم إلى قوته، لَمَا كُتِبَ لهم البقاء إلا أن يشاء الله.

ولو كانوا كلهم صفًّا واحدًا، وعلى عقيدة سليمة واحدة، لَعَجَّلَ الله لهم النصر، وَفُتِحَتِ الدنيا على أيديهم، وأيدي المؤمنين معهم، ولكن كره الله تَفَرُّقَهُمْ فكان ما كان.

قال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا} [الأنفال: ٤٦].

أَعَلِمْتُمْ -إذن- أَنَّ ما أصابنا هو بما كسبت أيدينا؟

وأخيرًا:

إن هذا المفهوم من الأهمية بمكان، يدفعنا لتربية رجال الصحوة عليه، وتأصيل الأجيال القادمة به.

وإن الإعراض عنه يعني: البلادة في الذهن، والعقم في الفهم، وتضييع الأوقات، وهدر الطاقات، وسيظل المعرضون عنه في نكسات إلى أن يعودوا إليه، ويعملوا بمقتضاه.

وإن العمل بمقتضاه يعني العملَ بشريعة الله .. والعمل بشريعة الله يعني القربَ منه .. والقرب منه يعني قُرْبَهُ سبحانه مِنَّا .. وحينئذ تكون ولايته، وتحصل ساعتئذ عِزَّتُهُ، ويتنزل وقتئذ نَصْرُهُ .. هو مولانا، نعم المولى، ونعم النصير.

<<  <   >  >>