للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وبعبارة أخرى]

لو كان تأسيسنا تأسيسًا صحيحًا ثابتًا، لكان بناؤنا قويًّا، وَلَمَا استطاعوا أن ينالوا منه شيئًا.

وهذه سنة الله فيمن بنى بنيانًا صحيحًا ثابتًا .. أن يحفظه سبحانه، وأن يتولى بنفسه رَدَّ الكيد عنه.

{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنبياء: ١٨].

فقد تكالب الأعداء على الأنبياء أكثر مِنْ تكالبهم علينا .. ومع ذلك استمروا في البنيان.

لأن البناء القوي لا تُؤَثِّرُ فيه العواصف .. ولا تُزلزله الزلازل.

ولذلك ما استطاع أعداؤهم أن يهدموا ما بَنَوْهُ؛ وذلك لقوته، ومتانته .. وذلك بحفظ الله له ..

قال سبحانه: {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (١٢٧) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (١٢٨)} [النحل: ١٢٧ - ١٢٨].

وأما نحن، فنظن أننا نبني .. والحقيقة أن بنياننا أوهى من بيوت العنكبوت.

ولا أدل على ذلك من أن صيحةً واحدةً في مئات من الألوف من المسلمين تجعلهم لا يلوون على شيء.

الخامس: إن العداوة للحق سنة كونية، ما دام على الأرض حق، وليست العداوة أمرًا محدثًا حتى نُحْدِثَ لها طرقًا وقائية، أو نخترع أساليب جديدة في المواجهة، فلا تغيير، ولا تبديل، لا في العداوة، ولا في مواجهتها، وحفوف

<<  <   >  >>