للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثاني: إَنَّ ما يطرأ من شبهات لا يجوز أَنْ يُؤَثِّرَ في الأصل، والأصل -وهو الطريق- أعظم، وأوضح مِنْ أَنْ يعرقل السيرَ عليه شبهةٌ، أو تقطع به عقبةٌ.

أَوَكُلَّمَا اعْتَرَضَتْنَا عَقَبَةٌ تَرَكْنَا الصراط .. وكلما جاءتنا شبهة شككنا في الطريق؟ !

الثالث: لقد كان هذا واقعَ الأنبياء عامة، وحالَ رسولنا خاصة -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- فكانوا يَبْنُونَ، ويحاول الكفار أن يهدموا ..

فما تنكّب الأنبياء -لفعل الأعداء- الصراطَ المرسومَ، ولا خرجوا عن السبيل المعلوم.

ولذلك نجدهم -صلوات الله عليهم- لم ينتصروا لظلم وقع عليهم، ولا أراقوا قطرة دم واحدة في الدعوة قبل التمكين، بل ولا لطموا أحدًا قَطُّ.

وما قالوا: ((نحن نبني، وهم يهدمون))! !

إن لازم هذه المقولة تخطئة الأنبياء، وعلى رأسهم نوح - عليه السلام -، الذي مكث تلك السنين الطوال دون أن يقول: ((نحن نبني، وهم يهدمون))، ولم يطلب من رَبِّهِ حَمْلَ السلاح، ولا مقارعة الأعداء، فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟

الرابع: إننا لو كنا نبني بقوة وثبات -كما كان يبني الأنبياء من قبلنا، وكما بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه- لَمَا استطاعوا أن يهدموا .. وهذه سُنَّةُ الله في خَلْقِهِ.

<<  <   >  >>