الثالث: لقد كان هذا واقعَ الأنبياء عامة، وحالَ رسولنا خاصة -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- فكانوا يَبْنُونَ، ويحاول الكفار أن يهدموا ..
فما تنكّب الأنبياء -لفعل الأعداء- الصراطَ المرسومَ، ولا خرجوا عن السبيل المعلوم.
ولذلك نجدهم -صلوات الله عليهم- لم ينتصروا لظلم وقع عليهم، ولا أراقوا قطرة دم واحدة في الدعوة قبل التمكين، بل ولا لطموا أحدًا قَطُّ.
وما قالوا:((نحن نبني، وهم يهدمون))! !
إن لازم هذه المقولة تخطئة الأنبياء، وعلى رأسهم نوح - عليه السلام -، الذي مكث تلك السنين الطوال دون أن يقول:((نحن نبني، وهم يهدمون))، ولم يطلب من رَبِّهِ حَمْلَ السلاح، ولا مقارعة الأعداء، فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟
الرابع: إننا لو كنا نبني بقوة وثبات -كما كان يبني الأنبياء من قبلنا، وكما بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه- لَمَا استطاعوا أن يهدموا .. وهذه سُنَّةُ الله في خَلْقِهِ.