للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتهاجرون في خلاف معتبر، وآخرون يفسدون الأخوة بحزبية مصنوعة، أو عصبية ممقوتة لرجل، أو بلد، أو ... يوالون على هذا، ويعادون عليه، غير مبالين بالأولويات، وبمنازل الأحكام التي قررها الشرع، فاقدين بذلك التوازنَ الشرعي المطلوب .. نسأل الله الهداية والسلام.

عِلَّةٌ موهومة:

لَمَّا عَبَدَ بنو إسرائيل العجلَ، وجاءهم موسى - صلى الله عليه وسلم -، وأخذ بلحية أخيه، اعتذر له هارون قائلًا:

{يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: ٩٤].

وكان رأي هارون -عليه الصلاة والسلام- أن يترك بني إسرائيل على ما هُمْ عليه من عبادة العجل، انتظارَ رأي موسى -عليه الصلاة والسلام- وخشية أن يُفَرِّقَ بين بني إسرائيل، فعاتبه موسى أشد الْعَتَبِ، فإن تفريقَ الناس بالتوحيد خيرٌ من بقائهم على الشرك مجتمعين.

وهذه هي العلة نفسها التي يتعلل بها كثير من الناس اليوم.

[لا تفرق على سنة أو واجب]

وأما دليل عدم الاختلاف والتفرق على السنن والواجبات فهو ما كان يحدث من خلاف بين الصحابة في مِثْلِ هذه المسائل، فكانوا لا يتنازعون فيها، ولا يتفرقون لأجلها، ولا يوالون ولا يعادون عليها، فقد اختلف الصحابة -رضوان الله عليهم- في غزوة بني قريظة في واجب

<<  <   >  >>