للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن روائع لفتات ابن عباس - رضي الله عنه - في التفسير عند قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: ٦٥]:

قال: ((أما العذاب من فوقكم فأئمة السوء، وأما العذاب من تحت أرجلكم فَخَدَمُ السوء، وفي رواية: سفلتكم)) (١).

وقال ابن خيرة -وكان من أصحاب علي - رضي الله عنه -: ((جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعسر في اللذة، قيل: وما التعسر في اللذة؟ قال: لا يصادف لذة حلال إلا جاءه من ينغصه إياها)) (٢).

وذكر ابن الجوزي: ((أن رجلًا نظر إلى غلام نصراني حسن الوجه، فقال له الإمام أحمد: أَيْشِ وقوفك هنا؟ قال: يا عَمِّ تُرى هذه الصورة تُعَذَّبُ في النار؟

فضرب بيده بين كتفيه، وقال: لَتَجِدَنَّ غِبَّهَا، ولو بعد حين، فقلت: فوجدت غِبَّهَا بعد أربعين سنة، أُنْسِيتُ القرآن)) (٣).

[هل للمعاصي أثر خفي]

ومما يلفت النظر حقًّا، ويستدعي التأمل والدراسة، ما للذنوب من أثر عميق في النفوس، والمجتمع، والأمة،


(١) أخرجه ابن جرير (١١/ ٤١٨)، من طريقين عن ابن عباس - رضي الله عنه -.
(٢) عزاه ابن كثير عند قوله تعالى: ((فأرسلنا عليهم سيل العرم)) (٣/ ٥٣٣) لابن أبي حاتم.
(٣) تلبيس إبليس (٢٧٦).

<<  <   >  >>