للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المفهوم المنسي]

ولقد أصبح هذا المفهوم الحق الذي يجب أن نربي عليه جيلَ الصحوة -مفهوم ما أصابنا بما كسبت أيدينا، وما أنعم الله علينا فبفضله ورحمته- عند كثير من الدعاة، والخطباء، والوعاظ، نسيًا منسيًّا، بل راحوا ينكرون على من يؤكد هذا المفهوم، بدعاوى باطلة، وأعذار باردة، لا وزن لها في الكتاب والسنة ..

وكأن هؤلاء الناس لا يفقهون كتاب الله - عز وجل -، بل لا يقرؤونه، ولقد عاب الله - عز وجل - على مَنْ لم يدرك هذا المفهوم، ووصفهم بالبلادة، وسوء الفهم.

قال تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (٧٨) مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: ٧٨ - ٧٩].

ولفظ ((سيئة)) في الآية نكرة في سياق النفي يفيد العموم، أي: أَيّ سيئة، صغيرة كانت أو كبيرة، فهي بما كسبت يد العبد سببًا، والحسنة من الله فضلًا، والجميع من الله قدرًا، فمن لم يفهم هذا فهو في ((شك، وريبة، وقلة فهم وعلم، وكثرة جهل وظلم)) (١).


(١) ابن كثير في تفسيره لهذه الآية (١/ ٥٤٠).

<<  <   >  >>