للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المفهوم الثاني:

تغيير واقعنا إنما يكون بتغيير بنفوسنا أولا

مما سبق من الأصول، ومما ذكرناه في المفهوم السابق -من أن ما أصابنا إنما هو بما كسبت أيدينا- يتبين أن لا تغييرَ نافعٌ، ولا تبديلَ فَعَّالٌ لأوضاع المسلمين، إلا أن يبدأ من أنفس المسلمين أَنْفُسِهِمْ ليس إلا.

فلا يبدأ التغيير بقتال عدوهم، ولا بإزالة طواغيتهم، ولا بإصلاح اقتصادهم، ولا بتطوير مدنيتهم، ولا بمواكبة حضارة غيرهم.

وإنما يكون التغيير أولًا بِفَهْمِ ديننا، ثم إصلاح عقائدنا، وتصحيح عباداتنا، وتحسين أخلاقنا ...

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].

فقد أفادت هذه الآية أن ثَمَّةَ تغييرين:

- تغيير واقع الناس، وما يحيط بهم.

- وتغيير أنفس المسلمين وأعمالهم.

أما تغيير واقع الناس فهو:

تغيير حالنا، وواقعنا، وفقرنا، وذلنا، وكثير من حُكَّامِنَا، والانتصار على أعدائنا.

<<  <   >  >>