للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حُبُّ الدنيا، وكراهية الموت)) (١).

فالجماعة التي اتصفت بهذه الصفة هي الجماعة التي تَجِدُ جميعَ أفرادها على عقيدة الصحابة، وعلى منهج واحد، هو منهج السلف، في أي زمان كانوا، وفي أي مكان وُجِدُوا، لا تَتَلَوَّنُ عقيدتهم حسب الزمان، ولا يتبدل منهجهم حسب المكان.

[من صفات المخالفين]

ويخرج من صفة الطائفة المنصورة هذه -الاجتماع على التوحيد والمنهاج، والافتراق عليهما- كُلُّ مَنْ تَجَمَّعَ على فكر معين، أو تحزب على رجل معين، أو على بلد معين، أو على نسب معين، يجتمعون عليه، ويفترقون عليه ..

وهؤلاء الذين يكون أُسُّ تجمعهم على جزء من الدين؛ كالفقه، أو السياسة، أو الجهاد، سرعان ما يذوبون إذا ما انتهى محور تجمعهم، وكم من جماعة فَشِلَتْ إذا فَشِلَ قائدها، وكم من جماعة انتهت إذا ما انتهى مُؤَسِّسُهَا.

قال شيخ الإسلام رحمه الله:

((ليس لأحد أن يُنَصِّبَ للأمة شخصًا يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها، غير النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا ينصِّب لهم كلامًا يوالي عليه، ويعادي عليه، غير كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا مِنْ فِعْلِ أهل البدع الذين


(١) أبو داود (٤/ ١١١)، وأحمد (٥/ ٢٧٨)، وسنده صحيح.

<<  <   >  >>