للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُنَصِّبُونَ له شخصًا، أو كلامًا، يفرقون به بين الأمة)) (١).

وقال رحمه الله:

((كُلُّ ما خرج عن دعوى الإسلام، والقرآن، من نسب، أو بلد، أو جنس، أو مذهب، أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية)) (٢).

ومعنى قوله: ((يجتمعون عليه)): أي: مَنْ سَلَّمَ لهم بفكر صاحبهم ومذهبه؛ جمعوه معهم، وَعَدُّوهُ منهم، ولو كان على ما كان عليه من المخالفات الشرعية؛ كترك بعض الواجبات، بل حتى لو خالف في كل شيء غير فكر صاحبهم؛ كمخالفته للعقيدة الصحيحة، أو المنهاج القويم .. فالمهم عندهم أن يلتقي معهم على فكر صاحبهم.

ومعنى قوله: ((يفترقون عليه)):

أي: إذا خالف المرء قائدهم، أو زعيمهم؛ فارقوه، ومن صفوفهم فصلوه، ولو كانت مخالفته بناء على أدلة شرعية، وكان من أعلم العلماء، واتقى الصلحاء.

ومن غريب صفات المخالفين للطائفة المنصورة في هذه الصفة اختلافهم فيما بينهم في العقيدة، والمنهج، فتجد عقائدهم تَتَلَوَّنُ بِتَلَوُّنِ البلدان، ومناهجهم تتغير بتغيير السلطان، ففي بلد تجد هذه الجماعة تحارب حزبًا معينًا، وفي الوقت عَيْنِهِ تجد هذه الجماعة نفسها تحالف أو تثني على الحزب نفسه في بلد آخر، وعقيدته واحدة، وضلاله واحد، فما الذي يجمعهم إذن؟ !


(١) مجموع الفتاوى (٢/ ٢٤٠).
(٢) اقتضاء الصراط (١٧).

<<  <   >  >>