للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع هذا كله ما يزال كثير من المسلمين بحاجة إلى هذه البديهات، وما يزال كثير منهم ينظرون إلى زبد الناس، وأغصان الأشجار، ولا ينظرون إلى القاعدة الحقيقية، والأصل الثابت .. إنهم يعملون، فيسقطون ... ثم ... يسقطون، ولا يتعظون .. كأنهم لا يرون واقع الناس، وكأنهم لا يفهمون السنن الكونية، ولا يعرفون القواعد الشرعية.

كأنهم لا يبصرون هذه الجماهير التي يعتمدون عليها، وهي تخادعهم.

وكأنهم لا يَتَّعِظُونَ بالتجارب التي مَرَّتْ بها شعوب إخوانهم فأهلكتهم، فلا ناصر لهم.

وأعجب من هذا كله أنهم لا يقبلون نصيحة، ولا يسمعون موعظة.

إن مَثَلَ الذين يجابهون قبل إتمام التربية، وتوحيد الصف، كَمَثَلِ القرية بلا سور.

وَكَمَثَلِ طبيب عليل فاقد للمناعة، يداوي مرضى أصيبوا بأمراض فَتَّاكَةٍ مُعدية.

كيف يجاهد من لم يتربَّ على التوحيد والأخلاق؟ !

كيف يجاهد من لم يذق طعم الصبر والأخوة؟ !

كيف يجاهد من لم يعرف التضحية والإيثار؟ !

كيف يجاهد من لم يتلذذ بالطاعة والانقياد؟ !

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: ٣١].

<<  <   >  >>