للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن إهمال مسألة التربية على منهاج النبوة كان وراء معظم النكبات التي حَلَّتْ بالأمة الإسلامية، ومع ذلك لا يزال إخواننا لا يعقلون هذا، وعلى سبيلهم سادرون (١)، فلا هُمْ بالسنة يقتدون، ولا هم بالواقع والنتائج يتعظون! !

فكم في زماننا من مجاهد بلا عقيدة .. وكم من عالم بلا عمل .. وكم من عامل بلا علم .. وكم من داعية بلا تقوى تَرْدَعُهُ، أو علم يُقَوِّمُهُ! !

كل ذلك بسبب سوءِ التربية .. وَأَخْذِ بعض هذا الدين، وهجران بعضه.

والانشغال عنها بالسياسة، وبالأحداث الجارية، وبفقه الواقع الذي أُعْطِيَ حَقًّا فوق حَقِّهِ، وأُنزل محلًا غير محله، فَشُغلوا بذلك عن التربية، وهم لا يشعرون.

قال سيد:

((ولكن لي فقط توجيها عاما؛ لكل الإخوان، ولكل الحركات الإسلامية، وهو أن لا تستغرقهم الأحداث الجارية، وأن لا ينغمسوا فيها، وفي المناورات الحزبية، والسياسية، فإن لهم حقلًا آخر، أوسع وأبعد مَدًى، وإن كان بطيئًا، وطويلَ الأمد، وهو حقل البعث الإسلامي للعقيدة، وللقيم، وللأخلاق، وللتقاليد الإسلامية في صلب المجتمعات، حتى يأذن الله -بالجهد الطويل، والصبر- بقيام النظام الإسلامي، وإنني ألاحظ شدة انغماس [وذكر إحدى جماعات الإخوان]-ومنذ نشأة الجماعة هناك- بالأحداث السياسية، وقلة التفرغ للتربية)).


(١) قال أهل اللغة: السادر: المتحير، وغير المتثبت، والذي لم يكد يبصر الطريق، والذي لا يهتم بالشيء، ولا يبالي به.
والسادر: الذي يركب البحر، فيرفعه الموج ويخفضه .. فأي هذه المعاني اخترتَ فهو صواب، والمعنى الأخير أقرب؛ لمناسبته لواقع كثير من المسلمين المعاصرين.

<<  <   >  >>