خَلَلِهِ.
إن التنازل عنه، أو إرجاءه، يعني بالضرورة: ذهاب العمل هباءً منثورًا، وسقوط الجماعة ولو بعد حين، وقد تكون هي ساقطة في واقعها، قائمة في اسمها وظاهرها.
إن من البناء: العمل بقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران: ١٠٣] قبل منازلة الأعداء ..
ومن البناء: أن نفهم قوله - صلى الله عليه وسلم -:
((إذا بويع لخليفتين، فاقتلوا الآخر منهما)) (١).
ولذلك أدركت الجماعة الأولى هذا المفهوم، وسعوا إلى وحدة الصف، واجتماع الكلمة، قبل منازلة الأعداء.
فقاتل علي - رضي الله عنه - الخوارجَ وقتلهم، وذلك قبل قتال اليهود والنصارى ...
ولا يعني هذا دعوة المسلمين إلى الاقتتال .. لأن هذا إنما يكون عندما يكون للمسلمين خليفة شرعي، ثم يخرج عليه خارج.
وإنما يعني: أهمية وحدة الكلمة، ووحدة الصف، في بناء الجماعة، وتحقيق النصر، والتمكين في الأرض.
ومما يجب معرفته ووعيه أن تكون تقوى الله - عز وجل - قبل المناجزة،
(١) أخرجه مسلم (١٨٥٣)، وغيره.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute