للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعرفتَ لماذا تتوالى النكسات علينا، ويتأخر النصر عَنَّا.

((وإذا عُرِفَ السبب بطل العجب)).

عن الزبير بن العوام، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

((دَبَّ إليكم داءُ الأمم الحسدُ والبغضاءُ، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)) (١).

فتأمل قَسَمَ مَنْ لا ينطق عن الهوى:

((والذي نفسي بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا)).

فأين التحبب يا عباد الله، يا مَنْ يَسْعَوْنَ إلى التمكين .. وهم يحلقون دِينَ بعض، بل يحلقون دِينَ سلفهم حَلْقًا؟ !

والذي نفسي -ونفس حبيبي محمد - صلى الله عليه وسلم - بيده لن نُمَكَّنَ حتى نتحابب، ولن ننتصر حتى نتآخى.

إذا تامل العاقل هذا؛ أدرك بعد ذلك:

- لماذا لم ينصرنا الله سبحانه؟ !

- لماذا لم يُمَكِّنَّا الله سبحانه؟ !

والله هو مولانا، عليه توكلنا، وإليه نتوب.


(١) الترمذي (٤/ ٦٦٤)، وأحمد (١/ ١٦٤ و ١٦٥ و ١٦٧)، وصححه شيخنا في صحيح الجامع (٣٣٦١/ ١).

<<  <   >  >>