للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سبعين حوراء، أي مِنَ الحورِ العين (١).

وإذا كان أبو لَهَب عمُّ نبينا مع شدة كُفْرِهِ وقع له مَرَّةً في دهرِهِ الفَرَحُ به؛ وذلك لما بُشِّر بولادتِهِ فَنَفَعَهُ وخُفِّفَ عنه العذاب في البَرْزَخِ كُلَّ ليلةِ اثنين بسببه (٢)، أفلا ينفع ذلك المسلمَ السُّنيَّ الذي كان طول عمره به مسرورًا وله محبًّا صادقًا؟ وكيف لا يحصل له منه إن شاء الله الخيرُ الكُلّيُّ والبركةُ، والرِّعايةُ والعنايةُ والشَّفاعةُ؟

والحاصِلُ أن الوقائع العجيبةَ من هذا القبيلِ وما يشابِهُهُ كثيرة، والآثار الدالةَ على ما حصل ببركته من الفوزِ للخلق شهيرة، فبذل الأَرواح، ونفائس الذخائر أَقلُّ قليلٍ في حُبِّ هذا النَّبِيِّ الكريم، والرسول العظيم الجليل الذي ما كان مثله ولا يكون، وكيف لا؟ وقد خَلَقَه الله قبل جميع المخلوقات من نوره الإلهي نُورِهِ المكنون (٣)،


(١) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٤٢) من طريق عبد المنعم بن إدريس عن أبيه، عن جده، عن وهب به.
وعبد المنعم هذا قال عنه الذهبي في "الميزان" (٢/ ٦٨٨): "ليس يعتمدُ عليه؛ تركه غير واحدٍ؛ وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن مُنبِّه، وقال البخاري: ذاهب الحديث".
ولا أعلم لماذا أورده المؤلف مع استغرابه له؛ فلعله تمهيدًا لكلامه الآتي الذي لم يحالفه فيه الصواب.
(٢) لم يرد هذا مرفوعًا وليس له سند؛ وإنما ذكره السهيلي كما نقل ذلك عنه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٩/ ١٤٥) فلا يسلم للمؤلف الاستشهاد به.
(٣) جانب المؤلف الصواب؛ وزل قلمه في هذا الموضع حيث دلت الأحاديث =

<<  <   >  >>