للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتَّأثير لِذِكْر القَلْب؛ فإذا كان العبدُ ذاكِرًا بلسانِهِ وَقَلبِهِ فهو الكامِلُ في وصفه في حال سلوكه، قاله القشيري في "رسالته" (١).

وقال فيها: وقيل ذكر الله بالقلب سيف المُريدين، به يقاتلون أعداءهم، وبه يدفعون الآفات التي تَقْصِدهُم، وإن البلاء إذا أظلَّ العبْدَ ففزع بقلبه إلى الله يحيدُ عنه في الحال كلَّ ما يكرهه.

وذكر فيها: أن ذا النون المصري قال: من ذكر الله ذكرًا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيءٍ، وحفظه الله من كل شيءٍ، وكان له عوضًا عن كل شيءٍ.

قال فيها: ومن خصائص الذكر أنه غير مُؤَقَّتٍ بل ما من وقت من الأَوقات إلَّا والعبد مأمور بذكر الله إمَّا فرضًا وإمَّا ندبًا.

والصلاةُ وإن كانتْ أشرفَ العبادات فقد لا تجوز في بعض الأَوقات، والذكرُ بالقلب مستدامٌ في عموم الحالات. قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: ١٩١].


(١) "الرسالة القشيرية" لأبي القاسم عبد الكريم القشيري (ص ١٠١)، وليت المصنف اكتفى بما ورد في الذكر عن سيد البشر - صلى الله عليه وسلم -؛ فإن الرسالة القشيرية هذه مظنة الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا زمام لها ولا خطام، حتى إن معظم الأثار والأخبار لا يسوق لها القشيري سندا؛ قال شيخ الإِسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" له (١٠/ ٦٧٨): "وما يذكره أبو القاسم في رسالته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعين والمشايخ وغيرهم تارة يذكره بإسناد، وتارة يذكره مرسلًا، وكثيرًا ما يقول: وقيل كذا ... " إلى آخر ما ذكر عنه من ذكره للأحاديث الضعيفة والموضوعة.

<<  <   >  >>