للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء وإن لم يعقل معناه (١)، فيحرم تأويل ما يتعلق به تعالى وتفسيره (٢) كآية الاستواء وحديث النزول وغير ذلك إلَّا بصادر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بعض الصحابة، وهذا مَذْهَبُ السَّلَفِ قاطبةً وهو أسلم المذهبين وأولاهما.

وأقول وبالله التوفيق وعليه التُّكلان: هذا اعتقادي في السِّرِّ والإعلان، ولا يسعني خِلَافُهُ إلى أن ألقى الملك الديان، المنزه عن مشابهة شيء من الأَكوان، فالذي أدين الله به وأرجو أن ألقاه عليه الوقوف عن تأويل آيات الصِّفات وأحاديثها وما شابَهَهَا إلَّا أن يكون واردًا في الكتاب أو السنة أو تجتمع عليه علماء الأمة اتباعًا لإجماع السَّلفِ الصالح، واقتداءً بهم.


(١) قال شيخنا الأشقر -حفظه الله-: بل معناه معلوم ونثبت أسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلام له: "وكذلك الأئمة كانوا إذ سئلوا عن شيء من ذلك لم ينفوا معناه بل يثبتون المعنى وينفون الكيفية كقول مالك بن أنس لما سئل عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} كيف استوى؟ فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. وكذلك ربيعة قبله. وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول فليس في أهل السنَّة من ينكره". "مجموع الفتاوى" له (١٣/ ٣٠٨، ٣٠٩).
(٢) قال شيخنا الأشقر -حفظه الله تعالى-: التأويل بمعنى حمل اللفظ على خلاف ظاهره ممنوع في آيات الصفات كما ذكره المصنف، أما التفسير بمعنى بيان المعنى حسب كلام العرب، وما ذُكِرَ في القرآن في مواضعَ أُخرى أو في السنَّة النبوية غير محرم، بل هو من العلم بصفات الله تعالى وهو أعلى أنواع العلم.

<<  <   >  >>