للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَنَسْأَلُ الله بمنِّهِ وكرمِهِ أن يوفقنا لذلك، وأن يُجيرَنَا من العصبيةِ المُوقِعَةِ في المهالكِ، وأن يُلْحِقَنا بصالحِ الأمَّةِ، وأن يرزقنا بركة الأَئمة (١) وأن ينفعني والمسلمين بهذا الكتاب، وأن يجعلة خالصًا لوجه إنه الكريم الوهاب، وأن يغفر لي ما جنيتُهُ في هذا التَّأْليفِ، إِذْ ما عُصِمَ إلَّا مَلَكٌ أو رسولٌ أو نبيٌّ شريفٌ.

وَأَسْأَلُهُ سبحانه أن يُوفقني وكُلُّ واقفٍ عليه للعمل به بما فيه من الوظائف، وأن يَحْشُرنا بكرمِهِ تحت لواء أهل العِلْمِ والاستقامَةِ والمعارف، مشمولين بشفاعَةِ النَّبِيِّ الكريم، مغمورينَ بِرَحْمَةِ الرَّبِّ الحليمِ الرَّحيمِ، وليكن هذا آخر ما أردت نقلُهُ في هذه المسودة، واللهُ المسؤولُ أن يُفَرِّجَ عن المسلمين كُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ وشِدَّةٍ.

لكن العَبْدُ الفَقِيرُ المُعْتَرِفُ بعظيم الذنْبِ وَمزيدِ التَّقْصيرِ، الرَّاجي عَفو ربه القدير يرجوا من كُلّ واقفٍ عليها أو على ما نُقِلَ منها أن يدعو لي بِحُسْنِ الخِتامِ، وأن لا يؤاخذني بما زَلَّ بِهِ القَلَمُ وَجَنَتْ يدهُ من سوءِ الإلمام، وأن يَعْتَقِدَ لي العُذْرَ إذ هو شأنُ الكرام؛ فإن بضاعتي من العِلْمِ أندَرُ البضائِع، وصناعتي من الفَضْلِ أَقلُّ الصنائِع، إلَّا أَنه ألجأني إلى ذلك رغبتي في دعوة عَبْدٍ صالحٍ، ورجائي أن ينتفع به سالكٌ فالِحٌ، بإعانَةِ الله وتوفيقه إنَّه الكريمُ المانِحُ.


(١) البركة من الله تعالى؛ وهذا ليس من كلام السلف الصالح ولا من طريقتهم التي عليها المعول، وقد دعى المصنف قبل سطور إلى اتباع سبيل المؤمنين فنسأل الله أن يعفو عن المصنف فقد تأثر بعصره غفر الله له.

<<  <   >  >>