للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمع في المعنى، وقرئ: (رسالاته) على الجمع (١)، لاختلاف جنس الرسالة.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩)}:

قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}، إعلم وفقنا الله وإياك أن النحاة اختلفوا في تأويل رفع قوله تعالى: {وَالصَّابِئُونَ}، فذهب صاحب الكتاب وموافقوه (٢) إلى أنه رفع بالابتداء، والنية به التأخير عما في حَيِّزِ إنَّ من اسمها وخبرها، وخبر الابتداء محذوف، والتقدير: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون كذلك، وأنشدوا شاهدًا له:

١٨٥ - وإلَّا فاعلموا أَنَّا وأنتُم ... بغاةٌ ما بقينَا في شِقاقِ (٣)

أي: فاعلموا أنا بغاة ما بقينا في شقاق وأنتم كذلك.

ونظيره:

١٨٦ - فمن يك أمسى بالمدينةِ رحلُهُ ... فإنِّي وقيارٌ بها لغريبُ (٤)


(١) قرأ بالجمع: المدنيان، وابن عامر، ويعقوب، وعاصم في رواية أبي بكر، وقرأ الباقون بالأول، انظر السبعة / ٢٤٦/، والحجة ٣/ ٢٣٩، والمبسوط / ١٨٦/، والتذكرة ٢/ ٣١٨، والنشر ٢/ ٢٥٥.
(٢) انظر كتاب سيبويه ٢/ ١٥٥ - ١٥٦، ومعاني الزجاج ٢/ ١٩٣، وحكاه عن سيبويه والخليل وجميع البصريين.
(٣) البيت لبشر بن أبي خازم الأسدي، وهو من شواهد سيبويه ٢/ ١٥٦، ومعاني الفراء ١/ ٣١١، ومعاني الزجاج ٢/ ١٩٣، وإعراب النحاس ١/ ٥٠٩، والكشاف ١/ ٣٥٤، والمحرر الوجيز ٥/ ١٥٧، والبيان ١/ ٣٠٠، والإنصاف ١/ ١٩٠.
(٤) لضابئ بن الحارث البرجمي، قاله وهو في حبس عثمان رضي الله عنه بالمدينة. وانظره في كتاب سيبويه ١/ ٧٥، ومعاني الفراء ١/ ٣١١، والشعر والشعراء / ٢١٩/، والكامل ١/ ٤١٦. وشرح المرزوقي ٢/ ٩٣٦، والإنصاف ١/ ٩٤، وشرح ابن يعيش ٨/ ٦٨. وقيار: اسم جمل أو فرس للشاعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>