للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إما على البدل من الضمير، أو على أنه فاعل على لغة من قال: أكلوني البراغيث، أو على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: ذلك كثير منهم، أي العَمَى والصَّمَمُ كثير منهم (١).

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٣)}:

قوله عز وجل: {ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} خبر (إن)، والمعنى: أحد ثلاثة، ولهذا أضيف، ولا يجوز فيه غير الإضافة؛ لأنه لا معنى للفعل فيه.

ولو قلت: زيد ثالث اثنين، ورابع ثلاثة لنصبت؛ لأن فيه معنى الفعل؛ أي: صيرهم ثلاثة وأربعة بنفسه، ويجوز الإِضافة تخفيفًا (٢).

وقوله: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ}، (مِن) مزيدة لاستغراق الجنس، و {إِلَهٍ} في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف.

وقوله: هو {إِلَّا إِلَهٌ} بدل من موضع (من إله). والمعنى: وما إله لنا قط، أو في الوجود إلا إله موصوف بالوحدانية، لا ثاني له، وهو الله وحده لا شريك له، وأجاز الكسائي (إلا إلهٍ) بالجر على البدل من اللفظ (٣)، وليس بالمتين؛ لأن (مِن) لا تزاد في الواجب. ويجوز في الكلام إلا إلهًا على الاستثناء، ولا يجوز لأحد أن يقرأ به؛ لأن القراءة سنة متبعة لا يجوز فيها القياس.

وقوله: {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ} اللام في {لَيَمَسَّنَّ} جواب قسم محذوف، وهذا الجواب ساد مَسَدّ جَوابِ القسم والشرط جميعًا.


(١) انظر مثل هذا الإعراب في مشكل مكي ١/ ٢٤٠ - ٢٤١.
(٢) انظر مثل هذا الإعراب في البيان ١/ ٣٠٢.
(٣) ذكره النحاس ١/ ٥١٢، وحكاه مكي ١/ ٢٤١ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>