للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آمنوا، لاموهم على إيمانهم وعنفوهم، فأجابوهم بذلك (١).

وقوله: {وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ} (ما) موصول في موضع جر بالعطف على اسم الله، أي: بالله وبما جاء. و {مِنَ الْحَقِّ} في موضع نصب على الحال من المستكن في {جَاءَنَا}، ولك أن تعلقه بجاء على أن الحقَّ هو الله جل ذكره، كقوله: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} (٢)، {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (٣)، كأنه قيل: وما لنا تاركين الإِيمان بالله وبما جاءنا من عنده.

وقوله: {وَنَطْمَعُ} قد جوز أن يكون حالًا من المستكن في {لَا نُؤْمِنُ} على معنى: أنهم أنكروا على أنفسهم أنهم لا يوحدون الله ويطمعون مع ذلك أن يَصْحَبوا الصالحين، وأن يكون معطوفًا على {لَا نُؤْمِنُ}، أي: وما لنا غير مؤمنين وغير طامعين في صحبة الصالحين (٤).

وقوله: {أَنْ يُدْخِلَنَا} أن: في موضع نصب لعدم الجار وهو في، أو جر على إرادته، على الخلاف المذكور في غير موضع (٥).

{فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (٨٦) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧)}:


(١) انظر القولين في المصدر السابق ١/ ٣٦٠، وقد سقطا من (د) و (ط).
(٢) سورة الأنعام، الآية: ٦٢.
(٣) سورة النور، الآية: ٢٥.
(٤) انظر الكشاف ١/ ٣٦٠.
(٥) يعني الخلاف بين سيبويه وشيخه الخليل على إعراب المصدر المؤول: هل هو في محل جر أو نصب؟ انظر الكتاب ٣/ ١٢٦ - ١٢٧. وانظر إعراب الآية (٢٥) من البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>