للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١٩)}:

قوله عز وجل: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ} قرئ: {هَذَا يَوْمُ} بالرفع (١) على أن {هَذَا} مبتدأ و {يَوْمُ} خبره، وهو هو؛ لأن الإِشارة إلى يوم القيامة.

و{يَوْمُ} مضاف إلى (ينفع) وهو معرب لكونه مضافًا إلى معرب، فبقي على أصله، والجملة في موضع نصب لكونها معمول القول.

وقرئ: (يومَ) بالنصب (٢) إمّا على أنه ظرف للقول، و {هَذَا} منصوب بأنه مفعول القول، أي: قال الله هذا القول في يوم ينفع الصادقين صدقهم، وإما على أن {هَذَا} مبتدأ، والظرف خبره، والعامل فيه محذوف، أي: قال الله هذا الذي ذكرنا من كلام عيسى عليه السَّلام يقع أو يكون يوم ينفع.

و(يومَ) على هذه القراءة أيضًا معرب لما ذكرت آنفًا، هذا مذهب أهل البصرة (٣).

وقال أهل الكوفة: {يَوْمُ} في موضع رفع على أنه خبر {هَذَا}، وإنما بُني لكونه مضافًا إلى الفعل، وعندهم يجوز بناؤه وإن أضيف إلى معرب؛ لأن أصل الإِضافة للأسماء، وأن يضاف الاسم المفرد إلى مثله، فإذا أضيف إلى جملة أو فعل ماض أو مستقبل فقد أُخرج عن أصله فبني، لإِزالته عن جهته، وأما عند أهل البصرة: فلا، إلَّا إذا أضيف إلى مبني، كقوله أعني الشاعر:


(١) هذه قراءة الجمهور غير نافع كما سيأتي.
(٢) قرأ بها نافع وحده. انظر السبعة/ ٢٥٠/، والحجة ٣/ ٢٨٢، والمبسوط/ ١٨٩/، والتذكرة ٢/ ٣٢٠.
(٣) انظر مذهبهم، ومذهب أهل الكوفة الآتي في مشكل مكي ١/ ٢٥٥، والتبيان ١/ ٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>