وقوله:{وَإِنْ كُنَّا}(إن) هي المخففة من الثقيلة، واللام في {لَغَافِلِينَ} هي الفارقة بينها وبين النافية، والأصل: وأنه كنا عن دراستهم غافلين، على أن الهاء ضمير الشأن والحديث، هذا مذهب أهل البصرة، وقال أهل الكوفة: هي إن النافية بمعنى ما، واللام بمعنى إلَّا.
و{عَنْ}: متعلقة بغافلين، أي: عن قراءتهم، أي: لم نعرف مثل دراستهم.
قوله عز وجل:{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ}(من) الأولى استفهامية، والثانية تحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون موصوفة.
والجمهور على تشديد الذال في (كذّب)، وقرئ: بتخفيفها (١) على تضمين كَذَبَ معنى كَفَرَ؛ لأن معنى كذب بالشيء وكفر به سواء، والذي حملني على هذا التضمين إتيان الباء في {بِآيَاتِ اللَّهِ}.
وقوله:{وَصَدَفَ عَنْهَا} إي: وأعرض عنها، والصَّدْفُ والصُّدُوف: الإِعراض، والمعنى: لا أحد أظلم ممن كذب بآيات الله بعدما عرف صحتها وصدقها، أو تمكن من معرفة ذلك وأعرض عنها من غير استدلال ولا تفكر.