للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قراءة الجمهور في موضع جر على أنه صفة {الَّذِي} (١).

قال أبو إسحاق: وهذا عند البصريين خطأ فاحش، يزعم البصريون أنهم لا يعرفون (الذي) إلّا موصولة، ولا توصف إلَّا بعد تمام صلتها، وقد أجمع الكوفيون معهم أن الوجه صلتُها، فيحتاجون أن يبينوا أنها وقعت موصوفة (٢) ولا صلة لها، انتهى كلامه (٣).

وقوله: {وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً} كُلُّهُ عَطْفٌ على {تَمَامًا}، وحكمه في الإِعراب حكمه.

{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥)}:

قوله عز وجل: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} (هذا) مبتدأ و {كِتَابٌ} خبره، وما بعده خبر بعد خبر، أو صفة للكتاب. ويجوز في الكلام نصب {مُبَارَكٌ} على الحال.

وقوله: {وَاتَّقُوا} مفعوله محذوف، أي: واتقوا مخالفة ما فيه.

{أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (١٥٦)}:

قوله عز وجل، {أَنْ تَقُولُوا} موضع (أن) نصب (٤)، أي: أنزلناه كراهة أن تقولوا، وقيل: تقديره لئلا تقولوا، والأول أمتن؛ لأن (لا) لا تزاد مضمرة، و {أَوْ تَقُولُوا} (٥) عطف عليه.


(١) انظر معاني الفراء ١/ ٣٦٥، وإعراب النحاس ١/ ٥٩٣ حيث حكاه عن الفراء والكسائي. وذكره أبو إسحاق ٢/ ٣٠٥ عن الكوفيين، وسيأتي كلامه.
(٢) حرفت في المطبوع إلى (موصولة) كما هي في معاني الزجاج ٢/ ٣٠٥ الذي بين يدي، والذي حرفت فيه الكلمة التي قبل هذه أيضًا، والمعنى يوافق ما أثبته.
(٣) معاني أبي إسحاق الزجاج ٢/ ٣٠٥.
(٤) على أنه مفعول لأجله.
(٥) من الآية التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>