للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: المعنى: تمامًا على الإِحسان الذي أحسن إليهم إذ هداهم إلى الإيمان بموسى.

وقيل: أحسن إلى موسى بالنبوة وغيرها. وقيل: أحسن إلى أنبيائه (١).

ففاعل الفعل على هذه الأوجه ضمير اسم الله جل ذكره، والراجع إلى الموصول محذوف، أي: أحسنه.

وقرئ: (أحسنُ) بضم النون (٢) على أنه اسم، وهو خبر مبتدأ محذوف، وهو الراجع إلى (الذي)، أي: على الذي هو أحسن، ثم حُذف، ونظيره: ما حكى صاحب الكتاب عن الخليل رحمهما الله: أنه سمع أعرابيًّا يقول: ما أنا بالذي قائل لك شيئًا (٣). أي: ما أنا بالذي هو قائل، وقراءة من قرأ: (مثلًا ما بعوضةٌ) بالرفع، وقد تقدم ذكر ذلك في "البقرة" (٤)، أي: على الدين الذي هو أحسنُ دينٍ وأرضاه.

أو {آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا}، أي: تامًا كاملًا على أحسن ما يكون عليه الكتب، أي: على الوجه والطريق الذي هو أحسن، وهو معنى قول الكلبي (٥)، أتم له الكتاب على أحسنه، كذا حكي عنه (٦).

وقد أجاز الفراء وغيره من الكوفيين أن يكون (أحسنَ) بفتح النون على


(١) انظر معاني قوله تعالى: {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} وتخريجاتها في جامع البيان ٨/ ٩٠ - ٩١، والنكت والعيون ٢/ ١٨٩، والكشاف ٢/ ٤٩.
(٢) قراءة شاذة نسبت إلى يحيى بن يعمر، وابن أبي إسحاق. انظر جامع البيان ٨/ ٩١، ومعاني النحاس ٢/ ٥٢٠، والمحتسب ١/ ٢٣٤، والكشاف ٢/ ٤٩، والمحرر الوجيز ٦/ ١٨٤.
(٣) الكتاب ٢/ ٤٠٤.
(٤) عند إعراب الآية (٢٦) منها.
(٥) هو العلامة الإخباري أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي المفسر، كان رأسًا في الأنساب، إلا أنه شيعي متروك الحديث، ضعيف الرواية. توفي بالكوفة سنة ست وأربعين ومائة. (طبقات ابن سعد. وسير الذهبي).
(٦) حكاه عن الكلبي: الزمخشري في الكشاف ٢/ ٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>