للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: مفعولٌ من أجله، أي: آتيناه للتمام.

والثاني: في موضع الحال من الكتاب، أي: تامًا كاملًا، أو متمًّا، فيكون على حذف الزيادة، أي: إتمامًا (١). و {عَلَى} متعلق به.

و{أَحْسَنَ}: فعلٌ ماضٍ وهو صلة {الَّذِي}، والإِحسان نقيض الإِساءة، فإذا فهم هذا، فقوله: {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} اختُلف فيه:

فقيل: {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} تمامًا للكرامة والنعمة على الذي أحسن على من كان محسنًا صالحًا.

قال الحسن: كان فيهم محسن وغير محسن، فأنزل الله الكتاب تمامًا على المحسن (٢). يعني جنس المحسنين، تعضده قراءة من قرأ: تمامًا على الذين أحسنوا، وهو عبد الله (٣)، كأنه قيل: تمامًا للكرامة والنعمة على المحسنين الذين هو أحدهم، ففاعل الفعل على هذا ضمير يرجع إلى {الَّذِي}.

وقيل: المراد بـ {الَّذِي}: موسى عليه السلام، أي: تتمة للكرامة على العبد الذي أحسن الطاعة في التبليغ وفي كل ما أمر به، أو تمامًا على الذي أحسن موسى من العلم والشرائع، من أَحْسَنَ المشيءَ إذا أجاد معرفته، أي: زيادة على علمه على وجه التتميم.

ففاعل الفعل على هذين الوجهين ضمير موسى عليه السلام، والراجع إلى الموصول على الوجه الأول: ضمير موسى عليه السلام، وعلى الثاني: محذوف، وهو مفعول أحسن.


(١) إذا كان تقديره على حذف الزيادة يكون إعرابه مصدرًا، وهو وجه ثان اقتصر عليه النحاس، ومكي بعد المفعول لأجله. وإعرابه حالًا وجه قوي أيضًا، ذكره العكبري، وأبو حيان، والسمين الحلبي، وأخشى أن يكون في عبارة المؤلف سقط، والله أعلم.
(٢) ذكره عن الحسن رحمه الله: النحاس في معانيه ٢/ ٥١٩، والقرطبي في جامعه ٧/ ١٤٣.
(٣) انظر قراءته - رضي الله عنه - في معاني الفراء ١/ ٣٦٥، ومعاني النحاس ٢/ ٥١٩، والنكت والعيون ٢/ ١٨٩، والكشاف ٢/ ٤٩، والمحرر الوجيز ٦/ ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>