للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملابسة على أنهم قد ملكوها بعد المُهْلَكين، كما ملكوا غيرها من أملاكهم بعد إهلاكهم (١).

{وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (١٤٩)}:

قوله عز وجل: - {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ}: الجمهور على ترك تسمية الفاعل في: {سُقِطَ} وهو مسند إلى {فِي أَيْدِيهِمْ}، فـ {فِي أَيْدِيهِمْ} في محل الرفع لقيامه مقام الفاعل، كما تقول: ذُهب بزيد، وجُلس إلى عمرو، أي: سَقط الندمُ في أيديهم، ثم سُقِط في أيديهم.

وقرئ: (سَقَط) على تسمية الفاعل (٢) وهو الندم، قال أبو إسحاق: والمعنى: ولما سقط الندم في أيديهم، أي: في قلوبهم وأنفسهم، كما يقال: حصل في يده من هذا مكروه، وإن كان محالًا أن يكون في اليد تشبيهًا لما يحصل في القلب، وفي النفس بما يحصل في اليد ويُرَى بالعين (٣). وبه قال أبو الحسن، قال: وقرأ بعضهم (سَقَط)، كأنه أضمر الندم، وجوَّز: أُسْقِطَ في يديه (٤). ووافقه على ذلك أبو إسحاق، قال: يقال للنادم على ما فعل، الحَسِرُ على ما فَرَطَ منه: قد سُقِط في يده وأُسقِطَ (٥).

وقال أبو عمرو: لا يقال: أُسْقِطَ بالألف على ترك تسمية الفاعل. وافقه على ذلك أحمد بن يحيى (٦).


(١) القول لصاحب الكشاف ٢/ ٩٤. وقد روي أنهم كانوا قد استعاروا الحلي من القبط ليوم الزينة. انظر القصة في المحرر الوجيز ٧/ ١٦٤.
(٢) حكاها النحاس في معانيه ٣/ ٨١ ولم ينسبها. ونسبها الزمخشري ٢/ ٩٤ إلى ابن السميفع. وفيه (أبو) السميفع. وأضاف إليه في زاد المسير ٣/ ٢٦٣ أبا عمران الجوني.
(٣) إلى هنا انتهى كلام أبي إسحاق في معانيه ٢/ ٣٧٨.
(٤) انظر معاني أبي الحسن الأخفش ١/ ٣٣٧. وحكاها عنه الجوهري (سقط).
(٥) معاني الزجاج الموضع السابق.
(٦) انظر قول أبي عمرو، وموافقة أحمد بن يحيى في الصحاح (سقط). وأحمد بن يحيى هو ثعلب، تقدمت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>