للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفعله مرِض يمرَض - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - مرضًا.

وأصل المرض: الضعف والفتور، قال أهل التأويل: فسمي الشك في الدين مرضًا ونفاقًا، لأنه يُضعف الدينَ واليقينَ، كالمرض الذي يُضعف البدنَ ويُنقص قواه، ولأنه يؤدي إلى الهلاك بالعذاب، كما أن المرض في البدن يؤدي إلى الهلاك بالموت (١).

وقرئ: (مَرْضٌ) بسكون الراء (٢)، وهما لغتان، كالحلَب والحلْب، والطرَد والطرْد.

فإن قلت: هل يجوز أن يكون مخففًا من مَرَضٍ كما قالوا: سَلْفٌ في سَلَف. قلت: أَبَى ذلك الأكابر لخفة الفتحة، وإنما ذلك في المكسور، كفخِذٍ وكتِفٍ، والمضموم: كَطُنُب وعَضُدٍ، وهو مُطَّرِدٌ في كلام القوم. وأما ما جاء عنهم من ذلك في المفتوح نحو: سلْفَ في سَلَف، فشاذٌّ لا يقاس عليه (٣).

{فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} زاد: فعل يكون لازمًا، تقول: زاد الشيءُ يزيد زيدًا وزيادة، أي: ازداد، ومنه قول الشاعر:

٤٦ - وأَنتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِائةٍ ... فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرًّا فكيدُوني (٤)

أي: معشرٌ زيادةٌ على مائة. ويكون متعديًا إلى مفعولين، تقول: زاده


(١) انظر معالم التنزيل ١/ ٥٠، ففيه أكثر هذا الكلام.
(٢) هي قراءة الأصمعي عن أبي عمرو، انظر المحتسب ١/ ٥٣، والكشاف ١/ ٣٢، والمحرر الوجيز ١/ ١١٦.
(٣) انظر المحتسب في الموضع السابق.
(٤) البيت لذي الإصجع العدواني، وهو في المفضليات/ ١٦١/، والكامل ٢/ ٦٣٤، والاشتقاق/ ٢٠/، وجمهرة اللغة ٢/ ٦٤٣، والأغاني ٣/ ١٠٦، وأمالي القالي ١/ ٢٥٦، وحجة الفارسي ٥/ ٢٣٣، ومقاييس اللغة ٣/ ٤٠، والصحاح (زيد). والإفصاح / ١٦٢/، وشرح ابن يعيش ١/ ٣٠، . ويروى: فأجمعوا (كيدكم) و (كلا) و (شتى).

<<  <  ج: ص:  >  >>