للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إخراجك، يعني: أن حالهم في كراهة ما رأيت من تنفيل الغزاة مثل حالهم في كراهة خروجك للحرب.

وقال أبو عبيدة: الكاف بمعنى الواو التي للقسم، وما بمعنى الذي، أي: والذي أخرجك ربك (١). وهذا من النحو الذي معناه التعبد لا يعقل. و (ما) مصدرية وبـ {بِالْحَقِّ} في موضع الحال، أي: إخراجًا ملتبسًا بالحكمة والصواب الذي لا محيد عنه.

وقوله: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} الواو واو الحال، أي: أخرجك في حال كراهتهم، ومثلها: {وَهُمْ يَنْظُرُونَ}.

{وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (٧)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ} (إذ) في موضع نصب بإضمار فعل تقديره: واذكروا إذ. والجمهور على ضم الدال، وقرئ: (إذ يعدْكم) بإسكانها (٢)، لتوالي الحركات وثقل الضمة. و {إِحْدَى}: مفعول ثان للوعد.

وقوله: {أَنَّهَا لَكُمْ} في موضع نصب على البدل من {إِحْدَى} وهو بدل الاشتمال، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وإذ يعدكم الله ملك إحدى الطائفتين.

فإن قلت: لِمَ احتيج إلى حذف المضاف؟ قلت: قيل: لأن الوعد لا يقع على الأعيان، إنما يقع على الأحداث (٣).


(١) مجاز القرآن ١/ ١٤٠.
(٢) شاذة نسبت إلى مسلمة بن محارب. انظر المحتسب ١/ ٢٧٣. والمحرر الوجيز ٨/ ١٨.
(٣) قاله مكي في المشكل ١/ ٣٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>