للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمتكلم، فأَشبهتِ التاءَ في فَعَلْتُ.

وقيل: لأنه ضمير الجماعة، ومن علامة الجماعة الواو، والضم من جنس الواو، فلما احتِيج إلى حركته لالتقاء الساكنين حركوه بما يكون للجماعة.

وقيل: الأصل (نَحُنْ) نقلت حركة الحاء إلى النون.

وهو في موضع رفع بالابتداء، و {مُصْلِحُونَ} خبره.

وفي معناه وجهان:

أحدهما: أنهم يظهرون الإصلاح وهم فيه كاذبون.

والثاني: أن إفسادهم عندهم إصلاح (١).

{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (١٢)}:

قوله عز وجل: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} (ألا): تنبيه تدخل على كل كلام مكتف بنفسه، مستغنٍ عن غيره، نحو: ألا إنه زيد منطلق، {أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ} (٢). ونظيره: أما تسمع؟ أما ترى؟ وهي مركبة من همزة الاستفهام وحرف النفي، لإعطاء معنى التنبيه على تحقق ما بعدها، والاستفهام إذا دخل على النفي أفاد تحقيقًا، كقوله عز وجل: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ} (٣). ويكون ما بعدها مستأنفًا، ولهذا كُسرت (إنَّ) بعدها.

وقد جوز أن يكون معناها حقًّا، وتفتح (أنَّ) بعدها كما تفتح بعد حقًّا في قولك: حقًّا أنك ذاهب (٤)، والهاء والميم اسم إن. و {هُمْ}: مبتدأ،


(١) ذكر الوجهين الزجاج في معانيه ١/ ٨٧، وجعلها الماوردي ١/ ٧٥ أربعة أوجه كلها تدور حول هذين، والله أعلم.
(٢) سورة الصافات، الآية: ١٥١.
(٣) سورة القيامة، الآية: ٤٠.
(٤) كذا حكى النحاس ١/ ١٣٩ جواز فتحها، وتبعه مكي ١/ ٢٤، وانظر مذهب سيبويه في (حقًّا أنه): الكتاب ٣/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>