للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (مُندخلًا) (١) من اندخل، وهو شاذ؛ لأن أصله وهو ثُلاثِيهُ غير متعدٍ عند صاحب الكتاب (٢).

وقيل: الملجأ وما بعده مصادر (٣)، والوجه هو الأول، وهو أن يكون أمكنةً، وعليه الجلّ.

وقوله: {وَهُمْ يَجْمَحُونَ} في موضع الحال من الضمير في {لَوَلَّوْا} أي: لرجعوا إليه مسرعين، من الفَرَس الجموح وهو الذي إذا حَمل لم يردَّهُ اللجام، يقال جَمَحَ الفرسُ يَجمح جُموحًا وجِماحًا، إذا اعْتَزَّ فارسَه وغلبه، فهو جَموح.

ورجل جموح أيضًا: وهو الذي يركب هواه فلا يمكن رده.

وقرئ: (لَوالَوا) بألف بين الواو واللام مع تخفيف اللام (٤)، وهما بمعنىً، أعني ولَّوا ووالوا، وفَعَّل وفاعل يتعاقبان، نحو: ضعَّفتُ الشيء وضاعفتُه، وسوَّفت الرجل وساوفته.

وقرئ: (وهم يجمزون) (٥)، فقيل لقارئه: وما يجمزون؟ إنما هي يجمحون، فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد (٦).

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (٥٨)}:


(١) بإضافة نون بعد الميم، ونسبت إلى أُبي - رضي الله عنه -. انظر المحتسب في الموضع السابق، والمحرر الوجيز ٨/ ٢٠٦. والقرطبي ٨/ ١٦٥. والدر المصون ٦/ ٦٩. ونسبها ابن الجوزي ٣/ ٤٥٣ إلى ابن مسعود - رضي الله عنه -، وأبي عمران. وقال ابن عطية: قال أبو حاتم: قراءة أُبي - رضي الله عنه - (متدخلًا) بتاء مفتوحة. قلت: كذا أُثبتت في الكشاف ٢/ ١٥٧.
(٢) كذا في تفسير القرطبي ٨/ ١٦٥ عن سيبويه وأصحابه.
(٣) التبيان ٢/ ٦٤٧.
(٤) شاذة نسبت إلى معاوية بن قَرمَل المحاربي - رضي الله عنه -. انظر المحتسب ١/ ٢٩٨. والمحرر الوجيز ٨/ ٢٠٦. وحُرِّفت في البحر ٥/ ٥٥. والدر المصون ٦/ ٧٠ إلى معاوية بن نوفل.
(٥) قراءة شاذة نسبت إلى أنس - رضي الله عنه -. انظر المحتسب ١/ ٢٩٦. والمحرر الوجيز ٨/ ٢٠٦.
(٦) من المحتسب في الموضع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>