للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكون رفعًا عطفًا على خبر المبتدأ الذي هو {مِنْ سَبِيلٍ} (١) فيكون داخلًا في خبره.

ولك أن تضمر مبتدأ دل عليه {حَرَجٌ} أو {مِنْ سَبِيلٍ}، أي: ولا على الذين، إلى نهاية الصلة حرج أو سبيل.

ومعنى لا سبيل عليهم: لا جناح عليهم، ولا طريق للعاتب عليهم؛ لأنهم محسنون، فَمَنَعَ إحسانُهم ذلك.

و(ما) في {إِذَا مَا أَتَوْكَ} مزيدة للتأكيد، وجواب {إِذَا}: {تَوَلَّوا}.

وقوله: {قُلْتَ} فيه وجهان:

أحدهما: حال من الكاف في {أَتَوْكَ}، وقد قبله مضمرة، كما قيل في قوله تعالى: {جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} (٢)، أي: إذا ما أتوك قائلًا: {قُلْتَ لَا أَجِدُ ... تَوَلَّوْا}.

والثاني: أنه استئناف، وفي الكلام تقديم وتأخير، كأنه قيل: إذا ما أتوك لتحملهم تولوا، فقيل: ما لهم تولوا باكين، فقيل: {قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ}، إلَّا أنه وسط بين الشرط والجزاء كالاعتراض.

و(ما) في قوله: {مَا أَحْمِلُكُمْ} موصوفة.

[وقوله: {وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ} في موضع الحال من الضمير في {تَوَلَّوْا}، أي: تولوا باكين] (٣).

وقوله: {مِنَ الدَّمْعِ} في موضع نصب إمَّا على الحال من المنوي في {تَفِيضُ} أي: تفيض مملوءة، أو على التمييز، كأنه قيل: تفيض دمعًا.


(١) من الآية السابقة أيضًا.
(٢) سورة النساء، الآية: ٩٠.
(٣) ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>