للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: فسدوا، من المخالفة وخلوف الفم، يقال: فلان خالفة أهل بيته، إذا كان لا خير فيه.

وقرئ أيضًا: (خالفوا) (١)، أي: خالفوا أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وقوله: {حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} أي: حتى إذا ضاقت رَحِمَهُمْ، و (ما) مع ما بعدها في تأويل المصدر، أي: برحبها، أي: مع سعتها، قيل: وهو مَثَلٌ للحيرة في أمرهم، كأنهم لا يجدون فيها مكانًا يفرون فيه قلقًا وجزعًا (٢).

وقوله: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} (أن) هي المخففة من الثقيلة وقد سدت مسد مفعولي الظن.

و{مَلْجَأَ} مصدر لجأ إليه، وهو اسم لا، وخبرها {مِنَ اللَّهِ}. و {إِلَّا إِلَيْهِ} استثناء، كـ {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}.

والظن هنا بمعنى اليقين، أي: وأيقنوا أنه لا ملجأ من سخط الله إلَّا إلى استغفاره.

{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١٢٠)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {أَنْ يَتَخَلَّفُوا} (أن) وما اتصل بها في موضع رفع على أنه اسم كان، وخبرها {لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ}.


(١) شاذة أيضًا، ونسبت إلى أبي جعفر محمد بن علي، وعلي بن الحسين، وجعفر بن محمد، وأبي عبد الرَّحمن السلمي. انظر مصادر القراءة السابقة. كما نسبت في زاد المسير ٣/ ٥١٢ إلى أبي رزين، وأبي مجلز، والشعبي، وابن يعمر.
(٢) الكشاف ٢/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>