للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول اكتفاء بالثاني، كقوله: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} (١)، والتقدير: والله أحق أن يرضوه، ورسوله أحق أن يرضوه.

والثاني: أنه خص القمر، لأنَّ به إحصاء شهور الأهلة التي يعمل الناس عليها في المعاملات (٢).

وقوله: {لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} اللام من صلة قوله: {وَقَدَّرَهُ}، و (الحسابَ) عطف على قوله: {عَدَدَ السِّنِينَ} والتقدير: لتعلموا عدد السنين وتعلموا حساب الأوقات من الأشهر والأيام والليالي.

وقوله: {مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ} (ذلك) إشارة إلى المذكور، و {بِالْحَقِّ} في موضع الحال، أي: ما خلقه إلّا ملتبسًا بالحق الذي هو الحكمة البالغة، ولم يخلقه عبثًا، وقيل: الباء بمعنى اللام، أي: ما خلقه إلّا للحق من إظهار صنعه والدلالة على قدرته (٣).

{إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (٦)}:

قوله عزَّ وجلَّ: {وَمَا خَلَقَ اللَّهُ} (ما) موصول معطوف على قوله: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ}، أي: وفيما خلق الله السماوات من الشمس والقمر والنجوم وغيرها، وفيما خلق في الأرض من الجبال والبحار وغيرهما مما لا يحصى.

و{لَآيَاتٍ}: اسم إنّ. {لِقَوْمٍ}: اللام من صلتها.

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (٧) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٨)}:


(١) سورة التوبة، الآية: ٦٢.
(٢) انظر هذين الوجهين أيضًا في معاني الزجاج ٣/ ٧. وإعراب النحاس ٢/ ٥٠. والمحرر الوجيز ٩/ ١١.
(٣) اقتصر ابن الجوزي في زاد المسير ٤/ ٩ على هذا القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>