للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله عز وجل: {كَذَلِكَ كَذَّبَ} الكاف في موضع نصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: تكذيبًا مثل ذلك التكذيب كذب الذين مِن قبلهم مَن كان قبلهم من الكفار، والإشارة إلى التكذيب.

وقوله: {فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} (كيف) في موضع نصب بأنه خبر {كَانَ}، ولا يجوز أن يعمل فيه (انظر)، لأن ما قبل الاستفهام لا يعمل فيه. و {عَاقِبَةُ}.

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (٤٢) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (٤٣)}:

قوله عز وجل: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} (من) مبتدأ، والخبر (منهم)، ومثله {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}.

وجُمع {يَسْتَمِعُونَ} على معنى {مَنْ}، وأفرد {يَنْظُرُ} على لفظ مَن، وقد ذكر فيما سلف من الكتاب (١).

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٤)}:

قوله عز وجل: {لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا} (شيئًا) يحتمل أن يكون مفعول {لَا يَظْلِمُ} بمعنى: لا ينقصهم شيئًا مما يتصل بمصالحهم من بعث الرسم وإنزال الكتب وغير ذلك، وأن يكون في موضع المصدر بمعنى: لا يظلمهم ظلمًا، أي: شيئًا منه قليلًا ولا كثيرًا.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (٤٥)}:

قوله عز وجل: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا} (يوم) منصوب بإضمار


(١) انظر الحديث عن (مَن) إعرابًا وصرفًا عند كلامه على الآية (٨) من البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>