للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأفعال، فيكون في موضع نصب. ولك أن تعلقه بمحذوف على أنه صفة للصيّب فيكون في موضع جر. والهمزة في السماء بدل من ألف، والألف التي أُبدلت الهمزة عنها بَدَلٌ من الواو، وهذا مذهب الحذاق من النحويين.

والسماء هذه المظلة، وكل ما علاك فأظلك فهو سماء، ومنه قيل لسقف البيت: سماء، والسماء أيضًا المطر، يقال: أصابهم سماء، أي مطر كثير، و "ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم" (١)، قال الشاعر:

٥١ - إذا سَقَطَ السماءُ بأرضِ قومٍ ... ... ...................... (٢)

فإن قلتَ: لم قلتَ: إن الألف التي أبدلت الهمزة عنها بدل من الواو دون الياء؟ قلتُ: لأنه من سما يسمو.

{فِيهِ ظُلُمَاتٌ}: ظلمات: مرتفعة بالابتداء والظرف خبره، أو بالظرف على المذهبين، وهو الجيد لاعتماده على موصوف، وهو الصيب، والجملة في موضع جر على أنها صفة للصيّب، ولك أن تجعلها حالًا من المنوي في {مِنَ السَّمَاءِ} على أحد الوجهين، والهاء في {فِيهِ} تعود على الصيب.

والرعد: الصوت الذي يسمعِ من السحاب. والبرق: الذي يلمع من السحاب، مِن بَرَقَ الشيءُ يَبْرُق بَريقًا، إذا لمع.

{يَجْعَلُونَ}: في موضع جرٍّ على أنها صفة للمضروب بهم المثل، وهو ذَوُو صَيِّب، لأن تشبيه المنافقين بقوم أصابهم مطر فيه ظلمات ورعد وبرق،


(١) العبارة نفسها لابن قتيبة في مشكل القرآن/ ١٣٥/، والصحاح (سما).
(٢) البيت لمعود الحكماء معاوية بن مالك، وعجزه:
.................... ... رعيناه وإن كانوا غضابا
وانظره في أدب الكاتب/ ٩٧/، ومشكل القرآن/ ١٣٥/ كلاهما لابن قتيبة، ومقاييس اللغة ٣/ ٩٨، والصحاح (سما). وشرح الحماسة للمرزوقي ٣/ ١٤٢، والمحرر الوجيز ١/ ١٤٢، وهو من قصيدة طويلة في المفضليات ٣٥٧ - ٣٦٠، ولكن شطره الأول فيها هكذا:
إذا نزل السحاب بأرض قوم ... ......................

<<  <  ج: ص:  >  >>