للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن تكون للإبهام: على معنى: أن بعضهم يمثلهم بالمثال الأول، وبعضهم بالثاني.

وأن تكون بمعنى الواو: كأنه قيل: مثَلُهم كمثل المستوقِدِ وكأصحاب صيِّبٍ (١).

ومنع المحققون من أهل البصرة أن تكون {أَوْ} بمعنى الواو، ولا بمعنى (بل) فاعرفه (٢).

والكاف من {كَصَيِّبٍ} في موضع رفع عطفًا على الكاف في قوله: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ}، لأنها خبر لقوله عز وجل: {مَثَلُهُمْ}. ولك أن تجعله خبر مبتدأ محذوف دل عليه المثل الأول، أي: أو مثلهم كمثل صيب.

والصَّيِّبُ: المطر الذي يَصُوبُ، أي: ينزل ويقع، من قولك: صاب يصوب صوبًا، إذا انْحَدَرَ، وحدُّه الجاري من علٍ، وهو فَيْعِلٌ كسيّد وميّت، وأصله: صَيْوِب، ثم قلبت الواو ياء لاجتماعهما، وأحد الحرفين ساكن، وهو قياس مُطَّرِد تقدمت الواو أو تأخرت نحو: لويت عنقه لَيًّا، وأصله: لويًا، فقلبت وأدغمت لما ذكرت آنفًا. وزعم الكوفيون: أن أصله: صَوِيب، على فَعِيل، ثم أدغم، وهو سهو، لأنه لو كان كما زعموا لصحت الواو، كما صحت في طويل وعويل (٣).

{مِنَ السَّمَاءِ}: (من) لابتداء الغاية متعلق بصيّب تعلق الجار


(١) اقتصر ابن عطية ١/ ١٣٣ على كون (أو) هنا للتخيير، وعبر عنه ابن الأنباري في البيان ١/ ٦٠ بالإباحة، وذكر العكبري أنها على أربعة أوجه ١/ ٣٤ ولم يذكر كونها بمعنى الواو، لأنه مذهب الكوفيين كما سيأتي، وقد نص عليه الإمام الطبري ١/ ١٤٩ - ١٥٠ ولم يذكر غيره، والغريب من ابن عطية ١/ ١٣٣ أنه بعدما ذكر تفسير الطبري هذا قال: وهذه عجمة. كما أنه رد الوجه الأول، وانظر البحر ١/ ٨٣ فقد ذكر لها أبو حيان عدة معان أخرى.
(٢) انظر مذهب البصريين والكوفيين وحججهم وشواهدهم في الإنصاف مسألة (٦٧) ٢/ ٤٧٨.
(٣) انظر الخلاف مفصلًا في الإنصاف مسألة (١١٥) ٢/ ٧٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>