للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٩٣)}:

قوله عز وجل: {مُبَوَّأَ صِدْقٍ} جوز أن يكون مكانًا مثل قوله: {مَكَانَ الْبَيْتِ} (١)، أي: أنزلناهم منزل صدق، أي: مسكنًا مرضيًا، قيل: وهو مصر والشام (٢)، وأن يكون مصدرًا والمفعول الثاني محذوف، وهو القرية المذكورة في قوله جل ذكره: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ} (٣)، أو هو المفعول الثاني اتساعًا وإن كان مصدرًا.

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٩٤) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٩٥) إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٩٧)}:

قوله عز وجل: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ} إن: شرطية، وجوابه {فَاسْأَلِ الَّذِينَ}، واختلف في معناه:

فقيل: هو بمعنى الفرض والتمثيل، كأنه قيل: فإن وقع لك شَكٌّ مثلًا وخَيَّلَ لك الشيطانُ خيالًا منه تقديرًا، فاسأل علماء أهل الكتاب، فإنهم يعرفونك كما يعرفون أبناءهم.

وقيل: الخطاب له - عليه السلام -، والمراد به غيره، كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} (٤)، ومعناه: فإن كنتم في شك مما أنزلنا إليكم، كقوله:


(١) سورة الحج الآية: ٢٦.
(٢) أخرجه الطبري ١١/ ١٦٦ عن الضحاك. وأخرج عن قتادة أنه الشام وبيت المقدس. وعن ابن زيد أنه الشام فقط.
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٦١.
(٤) سورة الطلاق، الآية: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>