للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى اللفظ دون المعنى وجعل إلّا بمعنى غير، وهو صفة لأهل قرية المقدَّر، أي: هَلّا كان أهل قرية غيرُ قوم يونس آمنوا حين ينفعهم الإِيمان.

فإن قلت: قد شرطتِ النحاةُ أَنَّ (إلّا) إذا حمل على (غير) وجعل وصفًا لما قبله أن يكون بعد كلام موجب، نحو: جاءني القوم إلّا زيدٍ، ومررت بالقوم إلّا زيدٍ، وأنت قد ذكرت أن معناه النفي، فكيف يستقيم هذا؟ .

قلت: قد نبهت على ذلك بقولي: نظرًا إلى اللفظ دون المعنى.

و{يُونُسَ}: اسم أعجمي، والمانع له من الصرف العجمة والتعريف، وعن الأعمش: كسر نونه (١) على أنه عربي، وهو مستقبل آنسَ، والمانع له على هذا من الصرف التعريف والوزن المختص به الفعل، وقد حُكي أيضًا فتح نونه (٢) على أنه فعل مستقبل مبني للمفعول.

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٩٩) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (١٠٠)}:

قوله عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} ارتفاع قوله: {كُلُّهُمْ} على التأكيد لقوله: {مَنْ فِي الْأَرْضِ}.

و{جَمِيعًا} حال إمّا مِن {مَنْ}، أو من المنوي {فِي الْأَرْضِ}، أي: لآمن مَن في الأرض كلهم على وجه الإِحاطة والشمول، {جَمِيعًا}: مجتمعين على الإِيمان مُطْبقين عليه لا يختلفون فيه.


(١) وهي رواية عن طلحة، وعاصم أيضًا. انظر إعراب النحاس ٢/ ٧٧. ومشكل مكي ١/ ٣٩٢ قالا: وكذا في (يوسِف)، وأضافها ابن عطية ٩/ ٩٥ إلى الحسن، وعيسى بن عمر. وابن وثاب أيضًا. وقال أبو حيان ٣/ ٣٩٧: قرأها نافع في رواية ابن جماز عنه.
(٢) ذكِرها النحاس، ومكي في الموضعين السابقين عن أبي زيد أن بعض العرب يقول: يونس، ويوسَف. وفي البحر ٣/ ٣٩٧: هي قراءة النخعي، وابن وثاب، قال: وهي لغة لبعض عقيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>