للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرف نفي قارب الوقوع ولم يقع، كما في الآية، وإذا صحبه حرف نفي فهو واقع لا محالة، ولكنه بعد تأخُّرٍ، كقوله عز وجل: {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} (١) وعينه واو، وأصله: كَوِدَ، كخَوِفَ، يَكاد كَودًا ومكادةً، وحَكَى سيبويه عن بعض العرب: كُدتُ أفعلُ كذا، بضم الكاف (٢).

و{الْبَرْقُ}: اسمه، و {يَخْطَفُ}: في موضع نصب لكونه خبره، أي: قارب البرق خَطْفَ أبصارهم، والخَطْفُ: الأخذ بسرعة، يقال: خَطِفَ يَخْطَفُ خَطْفًا.

والجمهور على فتح الياء والطاء، وقرئ: (يخطِف) بكسر الطاء (٣)، على أن ماضيه خَطَف بفتح الطاء. والفتح في المستقبل أشيع وأعْلى.

وقرئ أيضًا: (يَخَطِّف) بفتح الياء والخاء مع تشديد الطاء (٤)، وأصله: (يختطف) فأدغمت التاء في الطاء بعد قلبها طاءً، ثم ألقيت حركتها على الخاء.

و: (يَخِطِّف) بكسر الخاء والطاء (٥)، ووجهه: أنه لما أسكن التاء للإدغام كسر الخاء لالتقاء الساكنين، واستغنى بحركتها عن نقل الحركة إليها.

و: (يِخِطِّف) بكسر الياء والخاء على إتباع الياء الخاء (٦).


(١) سورة البقرة، الآية: ٧١.
(٢) انظر كتاب سيبويه ١/ ١٣ و ٤/ ٣٤٣.
(٣) نسبت إلى علي بن الحسين، ويحيى بن وثاب، انظر إعراب النحاس ١/ ١٤٥ والمحرر الوجيز ١/ ١٣٧. ونسبها الزمخشري ١/ ٤٢ إلى مجاهد. وقال ابن الجوزي في زاد المسير ١/ ٤٥: قرأ بها أبان بن تغلب، وأبان بن يزيد كلاهما عن عاصم. وقال الأخفش ١/ ٥٤: وهي قليلة رديئة لا تكاد تعرف.
(٤) نسبت إلى الحسن، انظر معاني الزجاج ١/ ٩٥. وإعراب النحاس ١/ ١٤٥، وزاد المسير ١/ ٤٥، والإتحاف ١/ ٣٨١.
(٥) نسبت إلى الحسن، وأبي رجاء العطاردي، وعاصم الجحدري، وقتادة. انظر النحاس، وابن عطية، ونسبها ابن الجوزي ١/ ٤٥ إلى الجعفي عن أبي بكر عن عاصم.
(٦) عن الحسن والأعمش. انظر مختصر الشواذ/ ٣/، والبحر ١/ ٩٠، والإتحاف ١/ ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>