للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و: (يُخَطِّف) من خَطَّف، و (يَخْطّف) بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء (١)، وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين الساكنين على غير حَدِّه، والمحققون من النحاة يعبرون عن نحو هذا بالاختلاس والإخفاء، ولا يجيزون إطلاق هذا اللفظ عليه (٢).

وعن أُبيّ رضي الله عنه: (يَتَخَطَّفُ) (٣) من قوله: {وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} (٤).

والاختطاف، والاستلاب، والانتزاع، نظائر في اللغة.

{كُلَّمَا} كُل: حَرْفُ جملةٍ (٥) ضُمّ إلى (ما)، وهو اسم فيه معنى الشرط والجزاء، فصار أداةً للتكرار، وانتصب على الظرف لانضمام (ما) إليه، وعاملها جوابها وهو: {مَشَوْا}، أي: متى ما أضاء لهم مشوا فيه، ولا يعمل فيها {أَضَاءَ}، لأنها ليست بشرط محض.

و{أَضَاءَ}: متعدٍ والمفعول محذوف، والتقدير: كلما نَوَّر لهم البرقُ مَمْشىً ومَسْلَكًا أخذوه ومشوا فيه. أي في ضوئه.

ويجوز أن يكون غير مُتَعَدٍّ، والتقدير: كلما لمع لهم البرق مشوا في ضوئه. وتعضده قراءة من قرأ: (كلما ضاء لهم مشوا فيه) وهو ابن أبي عَبْلَة (٦)، فيكون كأَسْكَتَ وسكتَ، لغتان بمعنىً.


(١) نسبها الفراء إلى بعض أهل المدينة، وحكاها النحاس ١/ ١٤٥ عنه.
(٢) انظر المحتسب ١/ ٦١ - ٦٢.
(٣) انظر إعراب النحاس ١/ ١٤٥، والكشاف ١/ ٤٢، والمحرر الوجيز ١/ ١٣٨.
(٤) سورة العنكبوت، الآية: ٦٧.
(٥) أي: عموم.
(٦) كذا نسبت إليه أيضًا في الكشاف ١/ ٤٣، والبحر المحيط ١/ ٩٠ وأضاء وضاء: لغتان ذكرهما الفراء ١/ ١٨، والزجاج ١/ ٩٦، وحُرِّفت الثانية في المحرر الوجيز إلى (أضالهم) حيث نسبها إلى ابن أبي عبلة أيضًا. وقد مرت ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>