قوله عز وجل:{مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ}(ببينة) من صلة (جئتنا) أي: بحجة واضحة تبين صحة ما تقول، ولك أن تجعلها في موضع الحال، أي: ما أتيتنا ومعك حجة واضحة، أي: أتيتنا عاريًا منها.
وقوله:{وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ}(عن) من صلة (تاركي)، أي: بسبب قولك، أو عن جهته. وقيل:{عَنْ قَوْلِكَ} في موضع الحال من الضمير في (تاركي ألهتنا)، كأنه قيل: وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك (١).
قوله عز وجل:{إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ}(اعتراك) فعل ماض في موضع نصب بـ {نَقُولُ}، و {إِلَّا} لغو، و {إِنْ} بمعنى ما، أي: ما نقول إلّا قولنا: أصابك بعض آلهتنا بسوء، أي: ما نذكر إلّا هذا القول، يقال: عراه الشيء يعروه، واعتراه يعتريه، إذا أصابه وغشيه.
وقوله:{فَكِيدُونِي جَمِيعًا} انتصاب قوله: {جَمِيعًا} على الحال من الواو في {فَكِيدُونِي}. {ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} أي: لا تمهلون.