للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (٦٠)}:

قوله عز وجل: {أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ} فيه ثلاثة أوجه:

أحدهما: في الكلام حذف مضاف، أي: كفروا نعمة ربهم، فحذف المضاف.

والثاني: محمول على المعنى دون اللفظ، كأنه قيل: أنكروا ربهم وجحدوه.

والثالث: على حذف الجار وهو الباء، أي: كفروا بربهم.

وقوله: {أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} انتصاب قوله: {بُعْدًا} على المصدر، على معنى: أبعدهم الله من رحمته فبعدوا منها بعدًا.

وقيل: هو واقع موقع إبعاد، كما وقع {نَبَاتًا} موقع إنباتًا في قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} (١).

و{قَوْمِ هُودٍ}: عطف بيان لعاد، أو بدل منه.

{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (٦١)}:

قوله عز وجل: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} أي: وأرسلنا إلى ثمود أخاهم، و {صَالِحًا}: عطف بيان.

وقوله: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} قيل: إنشاؤهم منها: خلق آدم من التراب (٢)، والإنشاء: ابتداء الخلق من غير إعانة معين.


(١) سورة نوح، الآية: ١٧.
(٢) انظر الطبري ١٢/ ٦٢. وهو قول السدي كما في النكت والعيون ٢/ ٤٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>