قولٌ عزَّ وجلَّ:{مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا} أي: ما نفهم، والفِقْهُ: الفهم، تقول منه: فَقِهَ الرجل يفقَه - بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر - فِقْهًا، إذا فهم، وحُكي أيضًا في مصدره: فَقَهًا وفقهانًا، وفَقُهَ يَفْقُه بالضم فيهما فَقَاهةً، إذا صار فقيهًا.
وقوله:{لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا} انتصاب قوله: {ضَعِيفًا} على الحال من الكاف؛ لأنَّ الرؤية من رؤية العين.
قوله عزَّ وجلَّ:{وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا}: اتخذ هنا متعد إلي مفعولين:
أحدهما: الضمير الراجع إلى الله جل ذكره.
والثاني:{ظِهْرِيًّا}، وفي الكلام حذف مضاف، أي: اتخذتم أمره ظهريًا، أي: متروكًا منبوذًا وراء الظهر، كالشيء المنبوذ الذي لا يعبأ به، يقال: اتخذ هذا الأمر وراءه ظهريا، أي: متروكًا منسيًا.
والظهري منسوب إلى الظهر، والكسر من تغييرات النسب، كقولهم في النسب إلى الأمس: إمسِيّ.