للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا فهم هذا فوجه من شدد (إِنَّ) أنه أتى بها على أصلها وأعملها في (كل)، ووجه من خففها أنه استثقل التضعيف، فخفف بحذف إحدى النونين وهي الثانية وأعملها في (كل) مخففة، كما أعملها مشددة؛ لأنَّها مشبهة بالفعل، والفعل يعمل محذوفًا كما يعمل تامًا، نحو: لَمْ يك زيد منطلقًا، ولم يكن منطلقًا.

وفي التنزيل: {وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ} (١)، وفيه: {وَلَا تَكُنْ} (٢).

والتنوين في (كل) عوض من المضاف إليه، أي: وإن كلهم، وإن جميع المختلفين فيه.

وفي خبر (إن) - على الوجهين - وجهان:

أحدهما: {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}، واللام في لما موطئة للقسم، و (ما) زيدة مؤكدة لَمْ تغير المعنى، وإنما جيء بها للفصل بين اللامين كراهة تواليهما، كما جيء بالألف في {أَأَنْذَرْتَهُمْ} (٣) وشبهه كراهة اجتماع الهمزتين.

واللام في {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} جواب قسم محذوف، والمعنى: وإن جميعهم والله ليوفينهم ربك أعمالهم.

والثاني: أن الخبر (ما) من {لَمَّا}، وهي بمعنى (من) عند بعضهم، واللام في {لَمَّا} على هذا هي اللام الداخلة في خبر (إن) للتأكيد، وفي {لَيُوَفِّيَنَّهُمْ} هي جواب القسم.

والمعنى: وإن جميعهم لخلق أو لبشر والله ليوفينهم ربك أعمالهم من حسن وضده وغير ذلك.


(١) سورة النحل، الآية: ١٢٧.
(٢) في عدة مواضع، وانظر الآية (١٠٥) من النساء.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٦. وسورة يس، الآية: ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>