للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترعى، والمعنى: أَرْسِلْهُ معنا إلى الصحراء يُرْتِعْ مواشينا وَيَلْهُ. ويجوز في الكلام رفع (يَرْتَعُ) على أن يكون في موضع الحال، ولا ينبغي لأحد أن يقرأ به إذ لم تثبت به رواية فيما اطلعت عليه (١).

{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (١٣)}:

قوله عز وجل: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي} اللام لام الابتداء كالتي في قولك: إنَّ زَيْدًا ليَخْرُجُ، وقوله جل ذكره: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} (٢) دخلت على الفعل وهي مما يختص بالأسماء، لأن الابتداء لا يكون في الفعل، كيف والفعل لا يخبر عنه، وكل مبتدأ مخبر عنه، ودخولها عليه أحد ما ذكره صاحب الكتاب من سببي المضارعة (٣)، والثاني: الشياع.

وقوله: {أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ} أَنْ وما اتصل بها في موضع رفع بيحزنني على الفاعلية، أي: يحزنني ذهابكم به.

وقوله: {أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} قرئ: (الذئب) بالهمزة (٤) على الأصل، قيل: وأصله (٥) من تذاءبت الريح، إذا أتت من كل جهة كما يأتي الذئب (٦). وبالتخفيف (٧) على مذاق العربية.


(١) يظهر أنها قراءة في الشاذ، ذكرها السمين ٦/ ٤٤٩ دون أن ينسبها (نرتعي ونلعبُ) بإثبات الياء ورفع الباء.
(٢) سورة النحل، الآية: ١٢٤.
(٣) انظر كتاب سيبويه ١/ ١٥ حيث استشهد بآية النحل أيضًا.
(٤) هذه قراءة أكثر العشرة كما سيأتي.
(٥) في (ب) و (ط): واشتقاقه.
(٦) هذا من كلام أبي علي في الحجة ٤/ ٤٠٨. وحكاه النحاس في الإعراب ٢/ ١٢٨ عن ثعلب.
(٧) هذه قراءة الكسائي وأبي جعفر، وورش عن نافع، ورواية عن أبي عمرو. انظر السبعة/ ٣٤٦/. وتفسير البغوي ٢/ ٤٣. والمحرر الوجيز ٩/ ٢٥٨. وزاد المسير ٤/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>