وقوله:{ذَلِكُمَا} إشارة لهما إلى التأويل، وهو مبتدأ وخبره {مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}، أي: ذلك التأويل والإخبار بالمغيبات مما علمني ربي بالوحي، ولم أقله عن تكهن وتنجم.
وقوله:{إِنِّي تَرَكْتُ} فيه وجهان، أحدهما: مستأنف، والثاني: تعليل لما قبله، أي: علمني ذلك لأني رفضت ملة أولئك، والترك على ضربين، أحدهما: مفارقة ما يكون الإنسان فيه، والآخر: ترك الشيء رغبة عنه من غير دخولٍ كان فيه.
وقوله عز وجل:{مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ}(لنا) خبر {كَانَ}، {أَنْ نُشْرِكَ} اسمها، {مِنْ شَيْءٍ} مفعول {أَنْ نُشْرِكَ} أي: شيئًا من الأشياء مما ذكر وله قدر وقيمة، فضلًا أن نشرك به صنمًا أو وثنًا لا يسمع ولا يبصر.
(١) تقدم هذا الشاهد كثيرًا، انظر تخريجه برقم (٥٥).